القائمة الرئيسية

الصفحات

التصوير الفوتوغرافي الرمادي لشخص يجلس بالقرب من الطريق


التاجر والشهر الفضيل

 في عام من الأعوام ، جفت السماء وغدت الغلال قليلة  
كان تاجر كلما استحوذ على شيء من المؤونة ، يعود بها مُسرعا إلى الدار ويقول لزوجته : « خذي هذا الزاد ، إنّه لرمضان و وامرأَتَهُ تُخبئ وتُقفل المخزن بإحكام . في يوم من الأيام خرج زوجها في رحلة ، مرّ بالديار مُتسول فسألت المرأة : مَنْ أنت ؟ مَنْ تكونَ يا غريب الديار ؟ 

 أنا رمضان.

 فرحت المرأَة وقالت له : « مَرَت سنةً ونحن بالانتظار ، نجمع وننتظر قدومك يا رمضان ! ثم جمعت له كلّ ما خزناه هي وزوجها ، وذهب عابر السبيل سعيدا بما وهبه الله . وعندما عاد التاجر إلى الدار وشاهد المخازن فارغة صاح : 
« أين ما جمعناه لرمضان ؟
 بم سنشد جوع وعطش يوم طويل ؟ 

ردت المسكينة :

 لقد جاء ، جاء رمضان ، فأعطيته كلّ الزاد الذي جمعناه !
 بقي التاجر مُتحسّراً على ما خسره ، والزوجة المسكينة تذرف الدموع أسفاً على فعلتها ، وإذا بالجدّة تدق باب الدّار عشية الشهر المبارك لتقضيه مع ابنها وكنتها ، ومكثت تنظر إليهما حائرة . 
وما إن حكى لها ابنها الموضوع حتى ضحكت ، وخاطبته لائمة : 
عجباً لك يا بُني فكر قليلاً فيما حدث ، فالله الذي رزق هذا السائل ، سيرزقك أنت أيضا من حيث لا تحتسب إن صبرت ورضيت ، ورمضان كريم يهلّ علينا ببركاته وخيراته ، ثم أنه كان الأجدر بك أن تتزود لشهر العبادة بالتقوى وفعل الخير لا بالطعام ! . أحسّ التاجر بالندم ، وفهم أن قيمة هذا الشهر العظيم لا تكمن فيما تحمله الموائد ، بل بما تُقدّمَهُ الأيادي من أعمال صالحة وبما يغمر القلوب 



Commentaires

Enregistrer un commentaire